عيادات بنتلي

Search_alt_duotone_line@2x
Search_alt_duotone_line@2x

التركيبات السنية

تُعد التركيبات السنية من الركائز الأساسية في مجال طب الأسنان الحديث، إذ تُسهم في إعادة ترميم الفم وتحسين الوظيفة والمظهر الجمالي بعد فقد الأسنان أو تضررها. ومع التقدم الكبير في علم المواد والتقنيات الرقمية، أصبحت التركيبات اليوم أكثر دقة وجمالاً وملاءمة للمريض من أي وقت مضى.

أولًا: مفهوم التركيبات السنية

التركيبات السنية هي أجهزة أو بدائل صناعية تُستخدم لتعويض الأسنان المفقودة جزئيًا أو كليًا، أو لإعادة بناء الأسنان التالفة. الهدف منها ليس فقط تحسين المظهر الجمالي، بل أيضًا إعادة الوظيفة الحيوية للفم بما في ذلك المضغ والنطق الصحيح ودعم عضلات الوجه.

وتنقسم التركيبات إلى نوعين رئيسيين:

            1. التركيبات الثابتة (Fixed Prosthesis):

تُثبت في الفم بشكل دائم، مثل التيجان (Crowns) والجسور (Bridges) والتركيبات الثابتة فوق الزرعات. لا يمكن للمريض نزعها بنفسه، وتُعد الأكثر شيوعًا في حالات الفقد الجزئي للأسنان.

            2. التركيبات المتحركة (Removable Prosthesis):

يمكن للمريض خلعها وتنظيفها وإعادتها بسهولة، وتشمل الأطقم الكاملة أو الجزئية التي تُستخدم عندما يكون هناك فقد كبير في الأسنان.

ثانيًا: دواعي اللجوء للتركيبات

هناك العديد من الأسباب التي تدفع الطبيب لاستخدام التركيبات، منها:

            •          فقد سن أو أكثر بسبب التسوس أو الصدمات.

            •          تآكل الأسنان الشديد نتيجة العادات السيئة أو التقدم في العمر.

            •          تحسين المظهر العام للفم والابتسامة.

            •          دعم عضلات الوجه ومنع الترهل الناتج عن فقد الأسنان.

            •          استعادة النطق والمضغ الطبيعي.

ثالثًا: مراحل العلاج

عملية التركيبات تمر بعدة خطوات دقيقة:

            1. التشخيص والتخطيط:

تبدأ بزيارة الطبيب للفحص السريري والأشعة البانورامية أو ثلاثية الأبعاد لتقييم العظام والأسنان المتبقية.

يتم تحديد نوع التركيبة الأنسب حسب حالة المريض ووضع اللثة والعظم.

            2. تحضير الأسنان:

تُبرَد الأسنان الداعمة بمقدار دقيق لتوفير مساحة للتركيبة دون التأثير على شكل الفم. في حالة الجسور، تُحضَّر الأسنان المجاورة للفراغ لتعمل كدعامات.

            3. أخذ الطبعات الرقمية أو التقليدية:

تُرسل هذه الطبعات إلى المختبر لتصميم التركيبة بدقة متناهية، باستخدام تقنيات حديثة مثل الـ CAD/CAM التي تضمن ملاءمة مثالية.

            4. التجربة والتركيب النهائي:

بعد تصنيع التركيبة، يتم تجربتها في فم المريض للتأكد من الراحة والمظهر، ثم تُثبّت نهائيًا باستخدام مواد لاصقة قوية.

رابعًا: أنواع المواد المستخدمة

تتعدد المواد حسب الغرض والميزانية، ومن أبرزها:

            •          الزيركون: يتميز بمظهر طبيعي وقوة عالية ومقاومة للتصبغ.

            •          البورسلان: يعطي مظهرًا لامعًا وجميلًا جدًا للأسنان الأمامية.

            •          المعادن الثمينة أو المخلوطة: مثل الذهب والبلاتين، تُستخدم لثبات طويل الأمد.

            •          الراتنجات الأكريلية: غالبًا في التركيبات المؤقتة أو المتحركة.

خامسًا: المزايا والفوائد

            •          استعادة القدرة الكاملة على المضغ.

            •          تحسين نطق الحروف ومخارج الأصوات.

            •          مظهر طبيعي يعيد الثقة للمريض.

            •          دعم العظام المحيطة ومنع تحرك الأسنان السليمة.

سادسًا: العناية بعد التركيب

العناية بالتركيبات لا تقل أهمية عن عملية التركيب نفسها، وتشمل:

            •          تنظيف الفم واللثة يوميًا بفرشاة ومعجون مخصص.

            •          استخدام الخيط أو الأجهزة المائية بين التركيبات والأسنان.

            •          مراجعة الطبيب كل 6 أشهر للفحص والتلميع.

            •          تجنب قضم الأشياء الصلبة أو فتح العلب بالأسنان.

سابعًا: المضاعفات المحتملة

رغم التطور الكبير، إلا أن بعض المشاكل قد تظهر مثل:

            •          التهابات لثوية نتيجة تراكم البلاك حول الحواف.

            •          كسر التركيبة أو انفصالها عن السن الداعم.

            •          حساسية الأسنان بعد التركيب، وغالبًا تزول مع الوقت.

خلاصة

التركيبات السنية ليست فقط حلاً تجميليًا، بل وسيلة علاجية فعالة لإعادة بناء الفم وتحسين جودة الحياة. ومع التطور الرقمي والتقنيات الحديثة في التصميم والطباعة ثلاثية الأبعاد، أصبحت التركيبات اليوم أكثر دقة وجمالًا وراحة من أي وقت مضى.